يمكن تفسير ما حدث في لقاء كوت ديفوار ومالي في ختام مباريات المجموعة الثانية بأمم أفريقيا والهزيمة الساحقة التي ألحقها الفيل العاجي "ببدلائه" بالفريق المالي بطريقتين أو بمعنى أدق بتفسيرين: الأول أنها مفاجأة من العيار الثقيل وهذه إحدى سمات كرة القدم، أو التفسير الثاني وهو حدوث تلاعب ما بنتيجة المباراة نتج عنه تأهل نيجيريا!
شاهدنا أداء الفريق المالي في مباراتيه أمام بنين وأمام نيجيريا في الجولتين الأولى والثانية، ورأينا كيف أن شباكه ظلت نظيفة وكان الأقرب جدا للفوز في لقاء النسور الخضراء رغم انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي، فماذا حدث أمام الأفيال الإيفوارية؟! شاهدنا فريقا مهلهلا تماما يؤدي بلا روح وبلا هدف رغم استقبال شباكه للأهداف تباعا ورغم تسجيل نيجيريا هدفا تلاه هدف آخر في شباك بنين!
لا تكمن المفاجأة في فوز الفريق الإيفواري، فهو فريق قوي جدا – وإن كان مدربه جيرار جيلي قد أراح أكثر من لاعب أساسي لديه على أساس أنه ضمن بالفعل التأهل وأن التعادل يكفيه لضمان اعتلاء قمة المجموعة وتفادي صداما مبكرا مع الدولة المضيفة غانا في ربع النهائي. المفاجأة تكمن في ردة فعل الفريق المالي – أو بمعنى أدق غياب أي رد فعل من فريق كان – قبل المباراة – قاب قوسين أو أدنى من التأهل لربع النهائي وإذ به مهددا بمغادرة البطولة مبكرا، فماذا حدث؟!
شاهدنا الفريق المالي يؤدي بلا روح وبلا حمية مطلقا وكأن الهزيمة لا تعنيه – أو كأنه "ضمن التأهل" كما علق أحد الزملاء! المدير الفني الفرنسي أعلن رفضه السماح لنجم الفريق فريدريك كانوتيه بالسفر لحضور حفل إعلان أفضل لاعب بالقارة الجمعة القادم – والمرشح له اللاعب مع العاجي دروجبا والغاني إيسيان. ورغم ذلك قام المدير الفني بسحب كانوتيه في بداية الشوط الثاني والفريق متأخر بهدف ويحتاج لنجمه وهدافه الذي كان يؤدي أفضل كثيرا من دراماني وغيره من اللاعبين!
بصراحة أشعر أن هناك شيء غير منضبط فيما حدث في مباراتي الليلة – فالفريق النيجيري أدائه لم يتغير رغم انه سجل هدفين في مرمى بنين وأعتقد أن فرصته في الفوز على غانا لا تتعدى النصف في المائة، ولكن من يدري؟!الإعلان عن تعرض لاعبي المنتخب الناميبي لمحاولة اغراء مادي للتلاعب بنتيجة مباراتهم امام غينيا بالأمس ومن قبلها الإعلان عن واقعة مشابهة من جانب الفريق البنيني، وفي الحالتين المشتبه فيه ممثل لمكاتب مراهنات، يجعلنا نتساءل عما شاهدناه اليوم وعما حدث من نتائج: هل هي حقا مفاجآت كرة القدم؟ أم أنها نتيجة لتلاعب فج ومفضوح؟! الإجابة الشافية على مثل هذا التساؤل متروكة بالطبع للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي أعلن عن فتح تحقيق في قضيتي ناميبيا وبنين!
التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم أصبح بلا شك قضية خطيرة تهدد اللعبة نفسها بفقدان جانب كبير من متعتها ورسالتها الرياضية السامية، وليس ما حدث بإيطاليا عنا ببعيد! وهناك تحقيقات مماثلة تتم الآن في انجلترا وغيرها من الدول الكروية الكبرى في أوروبا، وبالتالي لا يمكننا استبعاد تقديم بعض الأندية المتضررة من البطولة الأفريقية وتوقيتها "إغراءات" للاعبيها من أجل "تقصير" مدة غيابهم عن مباريات تلك الأندية! اللاعب المالي مامادو سيسيكو الذي شارك في "مسرحية" الليلة عائد لتتوه من التوقيع على عقد مدته خمس سنوات مع اليوفنتوس الإيطالي، فهل تعجل النادي مشاركته بصورة ما خصوصا وأن اللاعب – بلا شك – يعد إضافة قوية؟! الله أعلم!